Friday 7 September 2012

اليسو..التأييد لا يعفينا من الهدر

الجمعة 07-09-2012
عمار طلال- عراق القانون
نجحت الدبلوماسية العراقية، باقناع عدد من الدول الاوربية والآسيوية، في ايقاف تميلها عن سد (اليسو) الذي تنشئه تركيا على نهري (دجلة) و(الفرات).
اوفد مجلس النواب عددا من اعضائه الى الدول الاوربية والآسيوية والعربية، ذات العلاقة بـ (اليسو) اقتنع الاجانب مستجيبين لطلب العراق، الذي افلح بكسب تعاطفهم السياسي مؤسسا على لبنات انسانية، لكن العرب لم يقتنعوا.. ولم يفلح العراق بكسب انسانيتهم؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه!
السبب الذي تصر عليه تركيا، في قطعها (دجلة) و(الفرات) وضخها اقل مما يكفي لسد حاجة العراق على ضفافهما؛ هو الهدر.. مياه النهرين تهدران الى البحر، لتمتزجا بملوحته من دون ان نقدر قيمة الماء الحلو في عالم أجاج!
ربما هي ازمة مفتعلة، تعمل من خلالها تركيا.. بالتعاون مع اسرائيل، على جعل الماء، معادلا اقتصاديا للنفط، باعتباره الثروة التي تناظر بها تركيا العرب في ثرائهم النفطي الفاحش.
و المثل يقول (اللي تغلب به العب به) ولان الماء ليس بقيمة النفط؛ فان تركيا صنعت المعجزات منذ السبعينيات كي تحيط العالم بازمة مياه؛ فتأخذ دور يوسف ابان السنوات السبع العجاف.
كسبنا تأييد غير العرب، في هذه القضية، ولا جدوى من المحاولة مع العرب، لان نظرتهم للامور تمر عبر موشور طائفي يتضاد مع العراق، لكن متى نكسب انفسنا ونتعامل بجد مع قضايانا؟ الحنكة السياسية الراجحة افلحت في كسب تأييدٍ.. ان لم يوقف العمل في سد اليسو التركي، فيعطله ويجبر تركيا على تحويل مخططاتها في هذا الموضع، من اعتداءاتها على العراق، لكن علينا ان نعمل على ايقاف هدر مياه دجلة والفرات للبحر، الامر الذي تنبه اليه المعنيون بشؤون المياه منذ عقود مضت، ولم تستمع لهم الحكومات العسكرية التي تعاقبت على اضطهاد العراقيين.
كثيرا ما تقدم مهندسو الري للحكومات منذ الخمسينيات بانشاء سدود تداور مياه دجلة والفرات داخل العراق، حينها يتحول الماء الى ورطة على تركيا، تتوسل بنا خذوا ونحن نفرض الشروط كي نرتضي قبول ضخ الماء الى بلدنا عبر نهري دجلة والفرات اللذين سيشكلان نافذتي الانقاذ لتركيا من مياه تفيض عن طاقة عشرات السدود التي لا تكفي للسيطرة على تدفقها، فهي ما زالت حتى الان، غالبا ما تنفلت الى المزارع والقرى تسحقها.
اذن فلنفكر بمداورة المياه داخل العراق بين دجلة والفرات وشط العرب والمبزل الوسطي والأنهار الفرعية داخل العراق، بدل التوسل بتركيا:
-
قطرة من ماء الله.
او الدخول ضدها بمحاكم دولية، ونزاعات سبقتنا هي الى ضمانات توطد دعائم الغلبة لها علينا، من خلال مد جسور التفاهم مع اقليم كردستان، وما مشاريع مداورة المياه داخل العراق، الا قطع لدابر الفتنة بيننا وتركيا ليمكث كلا الجارين في داريهما بسلام، من دون ما عطش ولا فيضانات.
حتى لو توقف العمل بـ (اليسو) وتدفق الماء مدرارا عبر دجلة والفرات والانهار التي قطعتها ايران عنا، هذا لا يغنينا عن وضع شبكة ارواء لمداورة المياه محليا، استجابة لمطلب عملي طرحه مهندسو الري بحرقة وطنية ولم تستجب حكومات العسكر المشغولة بالتنافج بطولات جوفاء من تلك التي دمرنا بها الطاغية صدام حسين.
آن اوان التوازن في التعاطي مع القضايا العالقة، بحماسة جادة في سبيل حماية السيادة الوطنية خالصة، لا مياه نستجديها او نقاتل في سبيلها ولا نفط نعجز عن تصديره ولا كهرباء تدخل رابع المستحيلات في بلد الوفرة الاقتصادية ولا شباب عاطلين يتحولون الى عبء على المجتمع.. علينا بالتوازن في ظل حكومة وطنية جادة..


No comments:

Post a Comment