النيل الخالد؟ ولكن الى متى |
تفاقمت أزمة المياه في مصر بصورة خطيرة بعد تعرض آلاف المصريين للتسمم والتعرض للامراض الوبائية الخطيرة بفعل اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي في العديد من القرى والمدن والنفايات السامة التي تلقيها المصانع في مياه النيل واكدت دراسات اجريت مؤخرا ان نصيب المواطن من مياه النيل قد انخفض الى اقل من 800م مكعب بفعل التلوث واكد د. هاني رسلان رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الاهرام ان مصر سوف تفقد النيل اذا استمر التلوث بمعدله الحالي.
وتشير الاحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارتي البيئة والموارد المائية الى ان الاعتداءات على نهر النيل تصل الى نحو 13.5 ألف حالة تمتد من اسوان جنوبا وحتى الاسكندرية شمالا لتتنوع مصادر التلوث ما بين مصادر صناعية وزراعية وصرف صحي وقمامه ومصادر اخرى.
وتزداد هذه الاعتداءات بشكل خاص نتيجة التوسع في مشروعات التنمية الصناعية والزيادة السكانية وغياب التخطيط البيئي وسوء استخدام نهر النيل مما ادى الى زيادة تلوث المياه والتغيير في خواصها الطبيعية والكيميائية.
ويصب في نهر النيل وحدة ما لا يقل عن 50 مليون متر مكعب من الملوثات الصلبة والسائلة سنويا وهي عبارة عن مخلفات الصرف الصناعي والزراعي والصرف الصحي. وكشفت التقارير عن وجود 34 مصنعا تقوم بصرف نفاياتها في نهر النيل بالاضافة الى المخلفات الصلبة التي تلقي في النيل بينما الاخطر من ذلك هو ان هناك 1500 قرية في الصعيد تصب مياه الصرف الصحي في النيل مباشرة دون معالجة.
كما ان هناك العديد من المواد السامة التي تلوث مياه النيل منها ما يزيد على 47 مبيدا ساما وخمسة مبيدات للحشائش ومركبات سامة كثيرة تستخدم في العمليات الزراعية وتتسرب الى مياه النهر. وقال الدكتور محمد جمعة رئيس قسم الهيدروكيمياء بمركز بحوث الصحراء ان مياه النيل اصبحت ملوثة بشكل ملحوظ نتيجة القاء مخلفات الصرف الصناعي والزراعي والصحي فيه.
واشار جمعة الى ان الدراسات اثبتت وجود انواع متعددة من البكتيريا بمياه النيل فضلا على وجود الحديد والرصاص بنسبة عالية بما يؤثر على صحه الانسان.
واضاف ان ما يحدث حاليا بالنسبة لمياه النيل بعد بمثابة تنقية للمياه وليس معالجة لها موضحا ان محطات التنقية لا يمكنها التخلص من الحديد والرصاص وغيرها من العناصر الثقيلة.
وراى ان فلاتر تنقية المياه التي يستخدمها الكثير من المواطنين ضارة بصحة الانسان نظرا لانها تقوم بازالة ما تحتوية المياه من املاح معدنية يحتاج اليها جسم الانسان.
وشدد على ضرورة انشاء محطات معالجة لمياه النيل مع مراعاة عدم انشاء شبكات المياه بجوار خطوط الصرف الصحي حتى لا يختلطا معا كما حدث في قرية صنصفط بالمنوفية فضلا على احلال وتجديد شبكات المياه وعمل دورات تحليل للمياه ان لم تكن يومية فأسبوعية واضافة الكلور الى الماء بنسبة لا تضر بصحة المواطنين.
وتكشف التقارير ان السالمونيلا التي أصابت مؤخرا الكثيرين في قرية صنصفط بالمنوفية تعد نوعا من البكتريا التي تتسبب في مرض التيفود والباراتيفود وغيرها من الفبروكوليرا التي تسبب الكوليرا.
كما ان هناك طفيليات تلوث الماء مثل ديدان الاسكارس وديدان البلهاريسا فضلا على وجود فايروسات تلوث الماء وتتسبب في الاصابة بفايروس الكبد. A
ولفت الى ان تلوث المياه لا يقتصر على النيل وانما ايضا مياه الطلمبات الحبشية وكذلك ابار المياه المعدنية التي تواجه بعض المشكلات. ومع تفاقم ظاهرة تلوق المياه ازداد طلب المواطنين على المياه المعدنية خاصة بعد ان اثبتت الدراسات ان الفلاتر المتواجدة حاليا بالاسواق غير صالحة للاستخدام الادمي مما ادى الى نقص المعروض من تلك المياه وزيادة سعرها فضلا عن لجوء العديد من الشركات الى عدم تنقيتها جيدا قبل تعبئتها وبالتالي لا تكون مطابقة للمواصفات فضلا على ان الدراسات اثبتت ان بقاء المياه المعدنية في الزجاجه لفترة طويلة في ظل درجة الحرارة المرتفعة يؤدي الى تفاعلها وتصبح مياه مسرطنة وفي ظل غياب المياه النظيفة والبدائل يقع المواطن المصري ضحية للامراض الموبوئة التي انتشرت بشدة في مصر خاصة في القرى كأمراض التيفود والكبد الوبائي والكوليرا وفايروس سي.
الزمان11.9.2012
No comments:
Post a Comment